http://almothaqaf.com/index.php/qadaya2015/892465.html
المرأة في الأمة بمنزلة الشعاع من السراج، وهل يكون شعاع السراج ضئيلاً إذا لم يكن زيته شحيحاً؟. هذا ما قاله جبران خليل جبران، فيما ذكر "أديسون" "أمي هي التي صنعتني".
فكلنا يترقب الحادي والعشرين من كل عام، ليحتفي بمن كرمها الله وجعل الجنة تحت ثرى قدميها، من تستحق أن تكون عيدا لكل الأيام، وقد خلد التاريخ الكثير من النساء العراقيات على مر العصور، ممن تركن منجزات وأثرا يفخر به الرجل قبل المرأة، ومنهن على سبيل الذكر لا الحصر نزيهة الدليمي أول وزيرة عام 1958، التي تعد أول وزيرة في الوطن العربي، وبولينا حسون، التي ساهمت في تطوير العمل الصحافي عند ظهور أول مجلة نسائية (ليلى) عام 1933، وخيرية المنصور، أول مخرجة تلفزيونية وسينمائية عراقية.
وللأسف أن المرآه العراقية تعاني اليوم من التهميش والإقصاء والاضطهاد والعنف الذي عرفته جمعية الأمم المتحدة، بأنّه اعتداء وممارسة عنيفة مبنيّة على أساس الجنس، ومن الممكن أن يكون أذى جسدي أو نفسي كالتهديد، والحرمان، ومنع الحريّات، ونماذج التعنيف بالكلام، الصراخ، الشتم، مناداة الضحية بألفاظ مبتذلة، انتقاد الشكل الخارجي، عزل الضحية عن المجتمع، السخرية، اللوم، الإهمال، الاحتياجات النفسية والبدنية للضحية، منعها من رؤية الأهل والأقارب، وتزويج القاصرات، وإحراج الضحية أمام الآخرين.

وتبيّن جميع الدراسات التي أجريت، أن تبادل الأدوار بين الزوج والابن الأكبر، بنسبة 99%، يكون مصدر العنف الأسري رجلا، ومن آثار العنف (نشوء العقد النفسية التي قد تتطور وتتفاقم إلى حالات مرضية أو سلوكيات عدائية أو إجرامية، وزيادة احتمال انتهاج المعنف القسوة والتعنيف بحق الآخرين، وتفكك الروابط الأسرية، وانعدام الثقة وتلاشي الإحساس بالأمان وربما الوصول إلى درجة التفكك الأسري، الذي قد يؤدي إلى انهيار الأسرة وبالتالي انهيار المجتمع).
وتشير الدراسات والأبحاث الى أن نشوب العنف بسبب الحياة العصرية، فالضغط النفسي والإحباط، المتولد من الحياة اليومية تعد من المنابع الأساسية لمشكلة العنف، إضافة الى أطوار نشأة الفرد الاجتماعية، وإدمان تعاطي الكحول والمخدرات، والأمراض النفسية والاجتماعية لدى أحد الزوجين أو كلاهما، واضطراب العلاقة بين الزوجين لأي سبب من الأسباب المعروفة، وتفريغ لشحنة الخيبة والفقر الذي تنعكس آثاره بعنف من قبل الأب إزاء الأسرة.
والخطر يكمن في معاناة المرآه المتعلمة التي تتعرض الى العنف الاجتماعي والوظيفي والأسري، فما بالك بالمراءة الريفية، التي تكد في الحقل وتمارس اقسى الأعمال الجسدية، وتحمل بيمينها المعول وبشمالها المنجل فيما يستظل تحت الشجرة المعنف متأثرا بدور الإقطاعي، ليجني ثمار ما زرعت يديها، بسبب العادات والتقاليد التي اعتا عليها المجتمع، والتي تتطلب من الرجل حسب مقتضياتها إظهار قدر من الرجولة في قيادة أسرته من خلال العنف والقوة، أو أن يكون ساقطا من عداد الرجال.
وللحد من ظاهرة العنف الأسري وتحجيمه في المجتمع، على الجميع العمل على
تطوير الثقة بالنفس لدى المرأة، وإبعادها عن مصدر الأذى، وتدريبها على الثقة بالنفس، وتنفيس الشحنات السلبية المتولدة داخلها قبل أن تنعكس على نفسها بالضرر وتؤثر على محيطها، وتوفير برامج وإعداد ندوات ومحاضرات دورية على مدار العام لمناقشة الوسائل الكفيلة بحماية المراءة من كافة أشكال العنف، وتقديم استشارات نفسية واجتماعية وأسرية للأفراد الذين ينتمون إلى الأسر التي ينتشر فيها العنف، والعمل على نزع الولاية من المعنف، وإيجاد مؤسسات تهتم بموضوع التعنيف وتسعى لإدراجه في المناهج المدرسية، والعمل على تفعيل دور الإعلام في التوضيح من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لزيادة الوعي ضد العنف وممارسته، والحذر من دموع التماسيح التي يتباكى بها على النساء، فمن قرأ لنابليون مقالته "انّ الأمّ التي تهزّ المهد بيسارها تهزّ العالم بيمينها".
بحث مقدم الى وزارة الثقافة العراقية
الدكتوره نور وسام القيسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق