http://ns1.almothaqaf.com/index.php/reports/63568.html
البحوث الجاهزة فايروس يضرب العصب التعليمي /د. نور القيسي
تحقيق بالاشتراك مع:
غزوان الجسمي
تتطلب المرحلة الأخيرة من الدراسة الجامعية إعداد الطالب لبحث التخرج، لكن الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الكثير من الطلبة لم يجهدوا أنفسهم في كتابة بحوث علمية رصينة، وإنما أخذوا يقدمون بحوث سبق وان قدمت في السنوات السابقة من طلبة آخرين .هذه الظاهرة التي أخذت تتفشى في الأوساط الجامعية تصيب الحركة العلمية بشلل تام مما يستدعي من الجهات المعنية التدخل لإيقافها .
(....) سلطت الضوء على هذه الظاهرة لمعرفة أسبابها واثارها...
أماكن للبيع
تنتشر في عموم المناطق وخصوصاً قرب مجمعات الكليات مكاتب تستخدم الانترنت لتقديم بحوث جاهزة مقابل نظير مادي يختلف من مكتب إلى آخر، وبيّن (مهند) صاحب مكتبه أهلية متخصصة لبيع البحوث الجاهزة أن عملية الإقبال على شراء البحوث الجاهزة تبدأ مع بداية الفصل الثاني للدراسة ، موضحا ً ان عملية إعداد البحوث تقتصر على تقديم عنوان للبحث وفي أي اختصاص من الطالب ليتم بعد ذلك البحث في تفاصيله من على شبكة الانترنت وتقديمه إليه في مدة شهر كحدٍ اقصى بعد تقديم العنوان، وأضاف قائلاً ان هذه البحوث هي نفسها يتم تخزينها وذلك لتقديمها إلى طلبة المراحل المنتهية في السنوات المقبلة بعد تغيير اسم الباحث والإهداء فقط !!!!!
البحوث الجاهزة إفشال للعملية التعليمية
الدكتور خالد جمال أستاذ في كلية التربية ابن رشد يصف البحوث الجاهزة بأنها إفشال للعملية التعليمية في العراق ويشير إلى أن السبب الرئيس لانتشار هذه الظاهرة هو المكاتب التي تُزوّد الطلبة بالبحوث الجاهزة مقابل مبلغ ٍ مادي فضلاً عن عدم مبالاة من المشرفين لما يقدّمه الطلبة من بحوث يستلزم أن تكون بحوثاً علمية رصينة وعلى مستوىً عالٍ يمكن الاستفادة منها وبالتالي هذه المسببات جعلت الطلبة يعتقدون بأن كتابة بحث التخرج يُعد تسقيط فرض وليس عملاً أساسياً لنيل شهادة البكالوريوس .
حلول للحد من الظاهره
الدكتور ناهض عميد كلية الإعلام في الجامعة العراقية أشار إلى أن الكلية قد اعتمدت العديد من الخطوات للحد من هذه الظاهرة، وتتمثل هذه الإجراءات بتزويد الطلبة لعناوين بحوث جديدة وغير معمول بها في السابق، وبالتالي يصعب على المكاتب البحث في تلك المواضيع الجديدة مما يجعل الطالب مجبراً للتوجه الى المكتبات في الجامعات للبحث عن مصادر تخص بحوثهم بالإضافة الى الضغط على المشرفين لضرورة متابعتهم بحوث الطلاب خطوة بخطوة من اجل ان تكون رصينه يستفاد منها، معللاً سبب انتشار هذه البحوث هو ضعف مستوى الطلبة وعدم قدرتهم على كتابة بحث التخرج مما يدعوهم الى التوجه للمكاتب الأهلية .
غياب التشريعات القانونية
الدكتوره بشرى العبيدي أستاذة القانون تصف البحوث الجاهزة بأنها سرقة نتاج وجهود الآخرين،وتشير إلى أن القانون العراقي لا يحتوي نصا جنائياً يعاقب على سرقة حق المؤلف إلا من ناحية واحدة وهي سرقة الأوراق والأفكار المدوّنة على ورق،وتضيف أننا في كلية القانون تم اتخاذ عدد من الوسائل لمنع ظاهرة البحوث الجاهزة وتتمثل بتقسيم الطلبة على مواضيع مختلفة يتم البحث فيها تختلف جذرياً عن المواضيع السابقة التي تم إعطاؤها إلى الطلبة المتخرجين ولهذا ما يبحثه الطالب هذه السنة لم يتم بحثه سابقا ً، وتعطي مثال بان طلبة القسم الجنائي يطلب منهم جلب قرارات قضائية حديثة من المحاكم ويتم التعليق عليها من قبلهم وبالتالي هذه القرارات القضائية حدثت في هذه السنة وهي حديثة وغير مطروقة سابقاً . أما عن الحلول التي يجب اتخاذها من الكليات لتلافي هذه الظاهرة التي تؤثر على المستوى التعليمي والبحثي للطلبة . فمن الضروري مناقشة طلبة البحوث مناقشة مستفيضة في كل مراحل البحث بالإضافة الى إدخال أساليب حديثة للمناقشة وليست أساليب قديمة عفا عليها الزمن، لأنها تَعد الأسهل للطالب
الطلبة ... ودواعي الانتشار
(تغريد علي) طالبة كلية الآداب تلقي اللوم على الكليات كونها السبب الرئيس في تدني مستوى الطلبة بخصوص كتابة بحوث التخرج من خلال عدم تدريس مادة (مناهج البحوث) التي تختص بهذا المجال سوى في مرحلة واحده فقط، وهذا لا يكفي لعمل بحوث رصينة .
(عبد الجبار ستار) طالب في كلية تربية ابن الهيثم فقد عزا انتشار ظاهرة البحوث الجاهزة إلى قلة المصادر والوضع الأمني المتردي، وكذلك الارتباط بالعمل حال إلى انقطاع اغلب الطلبة عن التواصل في الدوام في ظل مادة واحدة تدرس في مرحلة دراسية واحدة مما يدفعهم إلى تقديم بحوث جاهزة دون أن يعوا أهمية كتابة بحوث التخرج .
الطالبة (سماره عماد) تصف هذه الظاهرة بالسيئة وهي تصيب العملية التعليمية بالشلل مالم تتدخل الأوساط الأكاديمية إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة للقضاء عليها ، وتَعلل سببا اخرلتفاقهما ليس الطالب وحده هومسؤؤل بل عدم متابعة البعض من الأساتذة المشرفين على بحوث الطلبة خطوة بخطوة في ظل عدم مناقشة لمعظم البحوث المقدمة من لجان متخصصة في ذلك جعل هذه الظاهرة تتفاقم إلى حد كبيرة .
(طيبه علي) تذكر إن طرق التدريس لازالت قديمه وغير محدثه وطلب البحث إجراء روتيني فقط والطالب والأستاذ على دراية بذلك أضافه إلى إن الظروف التي يمر بها المجتمع من ضغوط فاغلبنا يعمل ويدرس في نفس الوقت والبحث المطلوب لايزيد من ذلك القدر العلمي للطالب يفضل لو يغير بإجراء اخريتلف قاعدة الرتابة والانظمه التي اعتقد في باقي إنحاء العالم تلاشت فهناك طرق أفضل لضمان عدم شلل العملية التدريسية تكمن في إعطاء المادة حقها، اختصار الكثير من المواد التي تكون فقط تكملة عدد وليست ضمن اختصاص المادة، بذلك يتوفر وقت للطالب يؤدي لاستيعاب المادة وتوفير زمن للأستاذ بدل من الملل الذي يصيب وقت المحاضرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق