الجمعة، 3 فبراير 2012

http://almothaqaf.com/index.php/aqlam2009/60089.html

صالونات التجميل النسائية بين الفن والجمال وظلم المجتمع / د.نور القيسي




بعد أن كانت حرفة لتصبح اليوم مهنة تزاولها من تمتلك الحس الفني والاكاديمي للتجميل، من خلال لمسات تنم عن ذوق وإحساس بإظهار أماكن الجمال لمن تضع أنوثتها بين أنامل الحلاقة،
مع مراعاة ذوق الزبونة، لتنتقل هذه الحرفة المهارية إلى المهنة الموهبة والذوق والفن الاكاديمي في اختيار المناسب ليضاف إلى الجمال جمالا ورونقا.
ومع غياب فرص التعين في مؤسسات ودوائر الدولة خاصة لمن يستطعّن إكمال دراستهّن ليذهبّن صانعات يعملّن لدى الحلاقات،حتى يتمكنن من إتقان المهنة ومهاراتها،ليخضعّن فيما بعد إلى دورات للحصول على شهادة "حلاقة تحت التمرين"    
فصالونات الحلاقة النسائية تؤدي مهنة محترمة في أغلب بلدان المعمورة وتنظر لها المجتمعات على أنها مهنة الذوق والفن والجمال، وفي العراق ينظر لها البعض على انها مهنة غير محترمة يثار منها الاشمئزاز.
هذا ما تعانيه السيدة (كريمة؟؟؟؟؟؟) البالغة من العمر (54) عاما حين أجابتني بصوت حزين من سوء السمعة وبلهجه تسكنها العبرات قالت للأسف "اختلط الحابل بالنابل".
وتضيف اعشق مهنتي خاصة وأني قد مارستها عن رغبة حقيقية، ودخلت في هذا المضمار، لكنها !!! اثرت على حياتي الاجتماعية فيما بعد !! لتدفع ابنتي ثمنها بعد أن تقدم لخطبتها عريسان تراجعا عند معرفتهما انني أعمل حلاقة فتراجع الاول عنه طلبه يدها،فيما ساومني الثاني على ترك مهنتي لأعيش اليوم مع شعور بالذنب تجاه ابنتي.
أما هبه حلاقة شابة لا تتقن غير هذه المهنة  تقول اجبرت على مزاولتها بعد أن تركت مقعد دراستي لأكسب عيشي منها،ولكن  لو عاد بي الزمن لما تعلمتها أو خضت فيها، فشبابي بات يذبل وفرص الزواج باتت تنحسر بسبب هذه المهنة.
وتوضح أن سبب نظرة المجتمع القاصرة التي تحوم فيها الشبهات على من تعمل في هذا المجال، نتجت بسبب هروب بعض الفتيات من ذويهنّ، ليعملن في بعض المحلات التي ترتادها بعض النماذج سيئة الأخلاق ممن يتعاملن بالفاحشة لنكون نحن ضحية لتلك التهم بسبب طغيان السمعة السيئة من ذلك البعض .
فيما تقول نهى جابر ذات الـ (؟؟؟؟؟) عاما انا لا أبالي بتلك الاقاويل لان المرأة العراقية مضطهدة في جميع ميادين العمل، ونتهم دوما بأصعب الأشياء لنكون عرضة للشبهات،ونعاني من سوء الكلمات، على الرغم من أننا فئة ليست قليلة نعمل بشرف من أجل أن نسد حاجة عوائلنا، وما دمت متأكدة من نفسي سأواصل عملي بثقة
صاحبة صالون حلاقة رفضت الكشف عن اسمها تبيّن إنها تعاني من دخول المتطرفات، إذ يكون خلال تواجد إحداهن في المحل تحريض ونقاشات دينية تثير الفتنة الطائفية، وتضيف اني اعاني من مثل هذه الامور التي قد تتسبب بقطع رزقي فبعض الزبونات ترفض التواجد في محال تثار فيها هذه المواضيع  كما أني لا أستطيع منع هذه الاحاديث لخوفي من تبعاته
وترى صبح ؟؟ عاما عاملة في احد صالونات الحلاقة  أن هذه المهنة من اجمل المهن حيث تجلس على كرسي الحلاقة جميع النساء السفيرة والوزيرة والموظفة وربة البيت لتتلاشى كل تلك الاتهامات لمن يعمل في مهنتنا، وتضيف أن زوجي طلقني بسبب اختياري للمهنة  على الرغم من تركي اياها بعد ان أجبرني بسبب رفض اهله عملي.
وبين ما تمنحه صالونات التجميل من فن وذوق وأنوثة، مع طعن المجتمع للعاملات في هذه المهنة بالسمعة والشرف يرفضها الاب والاخ والزوج والأبناء، نطرح السؤال لماذا يسمح الاباء والابناء والازواج بذهاب نسائهم للتجميل في هذه الصالونات؟
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق