الأربعاء، 26 يناير 2011

http://almothaqaf.com/index.php/aqlam2009/43140.html

معا لاستعادة المفاهيم العراقية الاصيلة / د. نور وسام القيسي




المفاهيم الطيبة لا تعرف نسبا ولا حسبا ولا عنصرا ولا انتماء دينيا ولا لونا، إنها مفاهيم تنبع من الضمير، ذلك العالم العِلوي المقدس، أقول هذا وانا أقرا الحدث التالي : ـ
ياباني يلتقي عائلة عربية في أحد مطارات اليابان على وجه التحديد، العائلة العربية ابنها يعاني من نوبة صدرية، يهتز الياباني لمنظر الطفل المسكين، يخرج كل ما يحمله في حقيبته من حلويات وعصائر يقدمها للطفل ريثما يصل الطبيب، وفيما ينتهي الطبيب من عمله يقدم رب العائلة العربي مبلغا من المال لهذا الياباني الغريب ! ا لياباني يهتز مرّة أخرى، ليس بسبب ما يعانيه الطفل من نوبة صدرية هذه المرة، بل لهذا الموقف (الغريب) من الإنسان الغريب !
لم يكن دافعي المال، نحن اخوان بالانسانية، هذا واجب انساني، أنا إنسان بالاصالة ولكن ياباني صدفة …
هكذا قال (الغريب) !
هذه الحادثة ذكرتني بحادثة أخرى،  كلنا قرانا موقف تلك الممرضة الاردنية التي رفضت دخول ذلك الطفل الاردني الذي كان يعاني من نوبة صدرية أيضا، لقد رفضت دخوله المستشفى  حتى يأتي بوصل الدخول، كان والد الطفل قد نسي محفظته، ولكن الممرضة العربية الاردنية لا تعرف أن يتعرض الانسان مرة للنسيان كما يبدو، وصل الدخول  أهم من وصل الحياة ...
كاد يشرف على الموت لولا تدارك ا لرحمة الالهية !
موقفان متناقضان، ليس عجبا أن تكون هناك موا قف متناقضة،ولكن أن يكون السلبي منها ينبع من أرض الاديان والمعنويات والايجابي ينبع من أرض التكنولجيا والمادة والارقام شي مخيف …
حقا مخيف …
هل هذه المفارقة موجودة في عراقنا الجميل ؟
نعم !
إنها موجودة وإن بحدود، وا لخوف  أن تصير قاعدة عامة لا سامح الله، ولكن هل هناك من اسباب لذلك ؟ نعم، احاول هنا ان اجرد بعضها اختصارا ...
*الحروب والنكبات التي حلّت بهذا البلد .
*الطائفية المقيتة .
*دخول عناصر دخيلة على المجتمع
*التخوف من المجهول
*التهديدات التي أصدائها يلاقي الشخص حتفه بعده أن لم يمتثل لأوامر التهديد التي تصل إليه
*الافراج عن  عدد كبير من المسجونين ممن  لا يستحق الإفراج عنه
* هجرة كثير من الكفاءات والشخصيات المثقفة، وبعضها غيب لسبب وآخر، وتسلط الكثير من الاشرار على مقاليد الامور .
 *دخول الطفرة التكنولوجية(الستلايت والموبايل والنت) التي ساهمت بفضل الاشرار وأهل المصالح الخاصة على تفشي إلجهل والانانية و الاثرة وعقلية المصالح الفردية القاتلة .
*ازدياد العصابات وقطاعين الطرق وإغراء النفوس التي يمكن إضعافها بالأموال
وهناك أسباب أخرى لا مجال لذكرها لقصر الوقت ، ربما اعيد الحديث عنها في مناسبة اخرى ...
ولكن السؤال الملح هنا هو : ـ
كيف نعيد السلوكيات إلى ماكانت عليه؟؟؟

كما كانت في الزمن العراقي الاصيل، حيث الاخوة و النخوة و الشهامة والرجولة والإيثار ..
قالوا :
إذا كثر الباطل رُفع حسن الظن ...
لا يتمنى عراقي مؤمن بعراقيته أن يصل بنا الحال إلى هذا المستوى غير المحمود ...
 أم سنجد الناس يد بيد كما عهدنا سالفا الشخصية العراقية التي عرفت منذ الازل بروحها الانسيه بكل المعايير ..